الفصل 2 : الهالـــة الحمـــراء
لم تكد خيوط الفجر الأولى تبزغ حتى استيقظ منير من نومه متجدد النشاط ، مستعدا لبدء يوم جديد من العمل . تناول وجبة الفطور ثو توجه على الفور صوب المركز المغربي للبحث العلمي حيث مقر عمله ، فوجد زميليه طارق و نوال في انتظاره ، فقد وصلا لتوهما الى المركز. بعد السلام ، توجه الثلاثة صوب قاعة كبيرة حيث قام طارق بتشغيل شاشة عملاقة متواجدة في آخرها ، فظهرت صورة مقربة لقرص القمر و قد أحاطته هالة حمراء خفيفة تطلع اليها العلماء في حيرة ، حيث قال منير: - لعمري ما رأيت شيئا كهذا من قبل و لم يخطر ببالي مطلقا أن أشاهد مثله ما حييت ، فأن تتغطى دائرة القمر بأكملها بهذه الهالة الحمراء الغريبة منذ ثلاثة أيام ، لهو أمر محير فعلا. فرد عليه طارق قائلا: - لقد قمنا بتحليل الصور الواردة علينا بالأقمار الاصطناعية بكل الوسائل التكنولوجية المتاحة لنا حاليا في القرن الثاني و العشرين ، دون أن يسفر ذلك عن اعطائنا تفسيرا واحدا لهذه الظاهرة الفريدة التي لا ترى بالعين المجردة و انما فقط من خلال الصور الرقمية المرسلة من الفضاء فقالت نوال: - لقد قام علماء مجموعة من الدول الكبرى بدراسة هذه الظاهرة الفريدة دون أن يتوصلوا الى نتيجة مرضية ، فقط بعض الافتراضات التي تحتاج الى أدلة علمية مادية لاثبات صحتها لكن المركز المغربي للأبحاث العلمية أكد عدم صحة هذه الافتراضات لأن بعضها يشير الى احتمال وجود براكين كامنة عادت للحياة مرة أخرى ، في حين تروم أخرى الى احتمال اصطدام بعض المذنبات بالقمر و تولد غازات غير معروفة بعد الاصطدام ، و كلها افتراضات بعيدة تماما عن الصواب ، حيث أكدت كل الدراسات العلمية التي قام بها المركز المغربي على مر العشر سنوات الماضية حول القمر بأنه جرم ميت عديم الحياة لانعدام شروطها و لعدم وجود الماء بصفة كاملة فوق و تحت سطحه ، مما يبعد فرضية البراكين ، كما أن المتابعة المستمرة لعلمائنا للفضاء عبر ما نتوفر عليه من تقنية شديدة الدقة و التطور، أكدت عدم رصد أي نوع من الغازات المنبعثة من سطحه بعد أي اصطدام تعرض له القمر من خلال نتائج التحليلات المعمقة لفترة عشر سنوات خلت لم تكد نوال تنهي كلامها حتى دلف الى القاعة نائب رئيس المركز العلمي مسرعا ، حيث سلم على زملائه الثلاثة ثم قال: - لقد جئت لاستدعائكم الى مكتب رئيس المركز ، فهو يريد الحديث معكم فورا لأمر شديد الأهمية و الخطورة . فقال منير: - هيا اذن يا رفاق لنر ما الذي استجد في الأمر . ثم توجه العلماء الثلاثة الى مكتب الرئيس و قد تملكهم الفضول و حب الاستطلاع لمعرفة الأمر المهم الذي جعله يطلب الاجتماع بهم على انفراد دون استدعاء باقي العلماء كما هي العادة في جميع الاجتماعات السابقة المعهودة

الفصل 3 : المهمـــة الغريبـــة